نص دعاء صلاة الاستخارة مكتوب

0

دائماً ما يتوجه الإنسان إلى الالتجاء إلى الله في كل حاجاته صغيرها وكبيرها، فيدعو دعاء الاستخارة متى شاء، وقد فتح الله تعالى أبواب الاستجابة إذا ما أخذ المسلم بالأسباب وأيقن بالإجابة وأتمّ آداب الدعاء فهو الله القريب المجيب سميع الدعاء فقد قال تعالى في كتابه العزيز: ((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)) كما قال أيضاً في سورة أخرى: ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)) فالله تعالى قريب من عبده المؤمن المسلم الذي يناجيه ويلتجئ إليه، فإذا أردت أي شيء دائماً ما تلتجئ إليه.

عندما نريد فعل أمر ما كشراء متجر ما في منطقة معينة تراودنا الكثير من الأسئلة حوله: هل هو مناسب؟ هل هذا المتجر سيحقق أرباحاً؟ هل هذه المنطقة مناسبة لهذا النوع من المتاجر؟ وغيرها الكثير من الأسئلة التي تدور في أذهاننا…

أو إذا أراد الشاب الزواج من فتاة لا يعلم هل هي مناسبة كزوجة له؟ وكذلك الفتاة إذا ما تقدم أحد الشبّان لخطبتها هل هو الشاب المناسب؟

إذا أردت دخول فرع في الجامعة ما هو التخصص المناسب لك؟ هل هذا التخصص سيوفر لك وظيفة مناسبة؟ أو دخل مادي جيد؟ هل هذا التخصص سيكون نافعاً لك في حياتك العملية؟ ….

كثيراً ما نقف أمام مفترق طرق عندما يتعرض لنا أمر نريده، فنع في حيرة من أمرنا هل نُقبل عليه؟ أم نتركه؟ رسول الله قدّم لنا الحل ألا وهو أن نسأل الله عزّ وجل من يعلم السر وأخفى، فشرّع لنا صلاة ركعتين ثم ندعو  دعاء الاستخارة بعده.

صلاة الاستخارة سنّة يُثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، وهي ركعتان تُصلى في أي وقت تحبه عدا أوقات الكراهة وأفضل وقت لها عند السَّحر قُبيل أذان الفجر، ثم بعد أن تنتهي من الصلاة وتسلّم، تبقى جالساً وترفع يديك تحمد الله وتثني عليه وتصلي على النبي ثم تدعو بدعاء الاستخارة الذي علمنا إياه النبي : ((اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويُسميه بعينه من زواجٍ أو سفرٍ أو غيرهما) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به)). ثم تختم الدعاء بالصلاة على النبي .

خيارات كثيرة وقرار واحد يمكن أن يؤدي لسعادتنا أو تعاستنا فعلينا اتخاذ القرار السليم والصحيح، لذلك لا غنى للإنسان عن استشارة من يثق بسداد رأيه وعلمه وحكمته، وينصحه بصدق يريد مصلحته، ومن أحكم من الله لتستخيره في كل أمورك صغيرها وكبيرها عظيمها وحقيرها! ومن أعلم من الله ليدلك على القرار السديد والطريق القويم الصحيح! ومن أصدق لك نصحاً من الله العليم بدقائق الأمور الذي يعلم السر وأخفى، فعليك بدعاء الاستخارة.

بعد أن تصلي الاستخارة وتدعو بدعاء الاستخارة المأثور إما أن الله تعالى ييسر لك الأمر أو يصرفه عنك حتى لو أحببت أن يتم فربما تكون بدايته حميدة وعاقبته شر دفين مخفي لا يعلمه إلا الله، وقد يعتمد البعض على الرؤيا لكن هي ليست الأساس فربما تصلي الاستخارة ولا ترى رؤيا في المنام.

من الأفضل أن تجمع بين الاستخارة والاستشارة، فبعد أن تصلي الاستخارة وتسأل الله عز وجل أن ييسر لك الأمر الأنسب لك ولحالك، بإمكانك أن تأخذ برأي من ينصحك بهذا الأمر نصح مودة وصدق من أصدقائك المقربين أو من العلماء الذين تثق بقرارهم القويم ورأيهم السديد، فربما رأيهم هو ما يجعلك تُقدم إلى الأمر ويُشرح به صدرك أو العكس.

كذلك البعض يعمد إلى طرق أخرى للاستخارة كالاستخارة بالمصحف فيفتح المصحف عشوائياً ويقرأ آية فإن كانت آية رحمة فعل الأمر وإن كانت آية عذاب أحجم عنه، وغيرها من الطرق الأخرى، لكن هذه الطرق جميعها غير مشروعة وهي من التشاؤم والطيرة التي حرّمها الله عز وجل.

قد يعجبك ايضا
اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد